قراءة السطوح: نظرية بلا نقد؟
هل يمكن للنظرية أن تقوم من دون النقد؟ تدعو سلسلة من المناشير الأدبية في السنوات الأخيرة إلى تبنّي ممارسات أو أفكار أخلاقية بحثية جديدة، تحمل العناوين “قراءة السطوح” أو “ما بعد النقد”، من بين جملة العناوين الأخرى. تجادل هذه الممارسات أنه بدل أنماط القراءة الساعية إلى الكشف عمّا يتضمّنه النص ما بين سطوره، هناك أهمية لقراءة ما يقوله النص صراحة، وتؤكّد على الحاضر بدل الغائب، ووصف الأمور كما هي بدل تأويلها، النص الصريح بدل السعي نحو ما يتستّر عليه النص. عبر قراءة رواية أساف عنباري “هلمّ إلى البيت” (2009) – وهي رواية تستخدم بصورة مثيرة، على صعيد الشكل والمضمون، التوتّر القائم بين ما يبدو على السطح وبين ما يوجد في الأعماق – تقوم الكاتبة بتطوير نقدها على هذه الأنماط بغية الإشارة إلى الفرص الكامنة في التفكير النقدي وغير النقدي – إلى الشكل والمضمون والأيديولوجيا – وذلك عبر استخدام استعارة ما يبدو على السطح.