هناك هدفان أساسيّان لمقدّمة فصل من كتاب ألنكا زوپنتشيتش What IS Sex?: أوّلًا، طرح جوهر الادعاء الجريء لمؤلّفة الكتاب حول العلاقة الوثيقة بين الجنس، والسياسة والأنطولوجيا (علم الوجود). وثانيًا، موضعة الخطوة النظريّة المعقّدة في سياق أوسع للعلاقة بين الفلسفة والتحليل النفسيّ، وتحديدًا كما انعكست في المشروع الفكريّ للمؤلّفة وللمدرسة التي تُحسب عليها، مدرسة لوبليانا. يعود كتاب “ما هو السكس” لتحديد العينيّ الذي يجري فيه اللقاء الفضائحيّ بين التحليل النفسيّ والفلسفة: السؤال حول طبيعة الجنس. تسير الخطوة النظريّة للكتاب في اتجاهين. تتتبّع المؤلّفة أثر السؤال عن الجوهر، السؤال ما هو x، موضوعه، جنس؛ وهذا، برأيها، الجوهر الفلسفيّ للتحليل النفسيّ. في أساس التحليل النفسيّ، هناك سؤال أنطولوجيّ متعلّق بموضوع مُصلّب على نحو خاصّ، موضوع يرفض أن يستقر كموجود في الترتيب القابل للتطبيق. ومن هناك، يبدأ الاتجاه الثاني للبحث في الظهور، النقيض والمكمِّل، الذي يتتبع تبعات هذه المكانة الأنطولوجيّة الخاصّة على الأنطولوجيا عمومًا – إذا أردتم، مساهمة الاكتشاف التحليليّ-النفسيّ في الفلسفة. إلّا أنّ لهذا النقاش المبسّط ظاهريًّا حول الأنطولوجيا والجنس هناك تبعات محسوسة جدًا ذات صلة الحقل السياسيّ. على عكس تيار مركزّي في الفكر النقديّ، الذي يعارض التفسيرات المأخوذة من الحقل البيولوجيّ بواسطة كشف الانبناءات الثقافيّة – وهو تيّار حاز على نجاح كبير في الحقل الجنسيّ مع التغيير الفعليّ لفئة السكس بفئة الجندر – تسعى زوپنتشيتش إلى تحديد تململ السكس الإنسانيّ في طبيعته ذاتها. يكشف تصلّب السكس أمرًا ما متصلّب في طبيعته ذاتها، ما يمنع الطبيعة من “الانغلاق على ذاتها”. يمكّن هذا التحليل زوپنتشيتش من أن تكشف جانبًا بنيويًّا من مفارقة التحرّر الإنسانيّ، الذي يحمل ميلًا متشدّدًا للشكل الذي نفهم فيه العلاقة بين الطبيعة والثقافة.
h1 class="h-md">سكس، آخر: عن غموض السكس وشبق اللغز
يوڤال كريمنتسر
العدد 56 | صيف 2022