جُمعت مجموعة “مدوّنة نغمات للصوتيّات الاجتماعيّة في القدس” بإلهام من نغمات النصّ التي كانت منتشرة في الستينيّات، كمجموعة توجيهات. تشمل المجموعة ستّة عشر عملًا من صنع فنّانين وفنّانات فلسطينيّين وإسرائيليّين يعملون في مجالات الصوت، والفيديو، والشعر والأداء. يتناول جزء من هذه الأعمال مدينة القدس كرمز لضرورة الحياة المشتركة، ويتناول جزء آخر منها المدينة ذاتها. جزء من الأعمال هي أعمال شكّلت الناموس الفنيّ المحليّ، وجزء مكوّن من أعمال جديدة، وجزء آخر صُنع خصيصًا للمجموعة. تبحث الأعمال، معًا، في الصوتيات وفي مناطق الاستماع في الحيّز العامّ في العاصمة.
“الصوتيّات” هي منظومة القوى والظروف التي تمكّن أصواتًا أو سرديّات معيّنة من أن تكون جزءًا من المدرج الصوتيّ للمدينة، و”الاستماع” (على عكس السمع) هو فعل باحث يفكّك شيفرة المسموع. بهذا، تُعتبر نغمات هذه المجموعة اقتراحات استماع مختلفة تجسّد كيفيّة تأثير الصوتيّات على الحيّز العام، تشحنها وتصمّمها، وتشكّل طريقة أخرى للسيطرة على الذوات الموجودة فيها (أحيانًا من دون معرفتها). تقترح جزء من هذه النغمات طريقة لفكّ شيفرة أو ترميز الصوتيّات في المدينة، ويقترح جزء آخر تغييرها. ضمن ذلك، تمكّن المجموعة، بشكل عامّ، الاستماع الاجتماعيّ للمدينة: توجّه انتباهنا للصوت المُسكَت، المنبوذ، الذي تهمّشه قوى الشرطة السياسيّة والأيديولوجيّة الموحّدة والمُصْلحة. يدّعي براندون لي-بل بأنّ قوّة الاستماع الاجتماعيّ هي بكونها “صوتيّات اجتماعيّة”؛ أيّ أنّ الاستماع الاجتماعيّ ينتج منظومة بديلة للقوى والظروف التي تمكّنها من أن تُخلي مكانًا للأصوات والسرديّات المهمّشة بل وحتّى تعزيزها. وهذا بالضبط ما يسعى الفنّانون والفنّانات لفعله في نغمات المجموعة.