h1 class="h-md">تشكّلات الضجّة: فصل في تاريخ الاستوديو الذي يتمرّد على ذاته
ليئة دوڤڤ
العدد 56 | صيف 2022
article icon

يقدّم هذا المقال فكرة الضجيج الموسيقيّ عبر صورتين للراهب الدومينكانيّ جوڤاني دا فايزولا (فرا أنجليكو- الأخ الملائكيّ). يُعرض السياق اللاهوتيّ والأرس-بوتيكي لهذه الخدعة الصوريّة، التي لا يوجد لها مصادر أو مراجع في الكتب المقدّسة، من خلال منظور الاهتمام الفلسفيّ الحداثيّ في ظاهراتيّة الضجيج عمومًا، والضجيج الموسيقيّ على وجه التحديد. تطرح الصورتان رؤيا تتويج العذراء ملكة للسماء على يدّ ابنها-زوجها. مثل الكثير من الصور التي تناولت هذا الموضوع منذ القرن الرابع عشر في إيطاليا، ترافق في هذه الصور أيضًا حاشية ملائكة-موسيقيّين مشبعة ليس فقط بمعرفة حول المبنى الواقعي لآلات الموسيقى وتقنيات العزف، بل بالإحساس الجسديّ-الحميميّ لصنعة العزف. وهنا يكمن لغزها؛ إذ رغم أنّ المذهب الأصوليّ في تاريخ الفنّ صمت عن أو استخف بالثيمة الموسيقيّة المنثورة في الصور، ورغم أنّ صناعة إعادة الإنتاج المتحفيّ صنعت منها “كاواي” واضح، إلّا أنّ مؤرّخي الموسيقى أصّروا على أنّ مثل هذه الصور غريبة عن تعاليم الملائكة على مرّ الأجيال – فهي لا تتوافق مع ازدراء الآلات الموسيقيّة وسمو التعبير الصوتيّ في اللاهوت المسيحيّ، كما أنّها تتعارض مع الفعل الموسيقيّ المغروس في هذه البيئة الفكريّة. يضاف إلى ذلك التمييز المتمثل في أنّ العديد من الفرق الملائكيّة تجمع بين آلات متناقضة، من حيث الذوق والممارسة السائدة في عصرها، ويتم تصوّرها على أنها عرض لا معنى له، أيّ أنّها لا-شكل نغميّ. لهذا السبب، فإن الطريقة الأمثل للأيقونيات الموسيقيّة كانت تلك التي تنسب إليها معنى استعاريًا يُسقط عن الآلات معناها الموسيقيّ، عن قصد، ويخلق الموسيقى الملائكية التصويريّة كنسق من مراسي الذاكرة بمعناها القروسطويّ. مع ذلك، في ظل فنّ التمثيل الجديد، يتناسخ مسرح الذاكرة هذا في المسرح العبثيّ. على خلفية مقاربات ما بعد-أيقونيّة حول كينونة الرسم المقدّس كذات فاعلة، يُظهر المقال أنّ الحركة من الرمز إلى الضجيج تؤسّس لفصل جديد في التاريخ اللا-إنسانيّ للاستوديو المتمرّد على ذاته: صدى ما قبل مسيحيّ لتهمة العين في القرن العشرين، وكفرها في أحياز السمع والضجيج. وبعد الضجيج، صمت. يتناول القسم الأخير من المقال، صورة ثالثة لتتويج أخي أنجليكو؛ التي تُظهر عزوفًا حازمًا عن السمع بجميع أشكاله. هذه الصورة المقلّصة هي الأكثر عاطفيّة في نسق التحوّلات التي تشكّل التتويجات الثلاث الأهمّ للرسّام-الراهب، وهي الأكثر استجابة لعين الحاضر.

مقالات اخرى في هذا العدد

מהו סקס?
العدد 56 | صيف 2022
article icon
سكس، آخر: عن غموض السكس وشبق اللغز
يوڤال كريمنتسر
العدد 56 | صيف 2022
article icon
لجميع المقالاتالعدد 56 | صيف 2022chevron

الانضمام الى القائمة البريدية