"أبي، ألا ترى أنّني أحترق؟"
بعد اندلاع الحرب، التقى بعض كتاب مجلة نظريّة ونقد الذين ساهموا فيها خلال السنوات الأخيرة، إسرائيليّون وفلسطينيّون، في اجتماعات حاولنا فيها العودة إلى الحوار النقديّ خلال الحرب. في إحدى تلك اللقاءات، استضفنا ألينكا زوبانشيتش، الفيلسوفة والباحثة الثقافيّة، عضوة مدرسة ليوبليانا، التي قمنا بترجمة ونشر فصل من كتابها الاستفزازي “ما هو الجنس؟” في العدد 56 من المجلة.
في ديسمبر/كانون الأول 2023، عندما كانت وحشية الحرب والدمار الذي أحدثته مؤكّدين وحاضرين في كلّ شيء، وكانت اتفاقية تبادل الرهائن لا تزال حاضرة في الأذهان، وقد بدا أنّه من الممكن إنهاء الحرب، تحدثت معنا زوبانشيتش عن الأزمات التي تعصف بعصرنا – صعود اليمين الشعبويّ، وأزمة المناخ، والحرب الروسيّة الأوكرانيّة، والآن الحرب بين إسرائيل وغزة أيضًا – ووصفتها بأنها سلسلة من الأزمات التي لا تُحلّ، بل تسيل من الواحدة إلى الأخرى في أزمة متسلسلة لا تنتهي أبدًا وتشتّت انتباه عالمنا. إذا كانت الأزمة المتسلسلة كابوسًا فهل يمكن الصحو منه؟ ما الذي نحتاج إلى معرفته من أجل كشف البنيّة النفسيّة-السياسيّة التي تسجننا بداخلها؟ وما دور الحلم في تحديد شروط اليقظة؟ أرسلت لنا زوبانشيتش مداخلتها من ذلك اللقاء، والتي ستظهر في مقدّمة كتابها القادم Disavowal (الصادر عن مؤسّسة Polity) وننشرها بدورنا هنا في عدد نقد الحرب.