ما الذي بين "المناطق الهامشيّة" ومؤشّر الهامشيّة؟ عن المفاهيم والمؤشّرات ومساهمتها في فهم وانبناء الواقع
تتساءل سيچال نچار-رون في مقالتها حول الهالة التي تحيط بمصطلح الأطراف، أو الهوامش. تبحث كيف تمّ تبنّي المصطلح من قبل مجموعات تسعى لزعزعة النظام القائم وكيف يواصل حمل تداعيات مقاومة الهيمنة الاجتماعيّة، حتّى عندما تتبناه الهيمنة ذاتها. لا يُحتفل بالهامشيّة في الأبحاث النقديّة فقط، بل هي أيضًا مصطلح رئيسيّ في المؤشّر الأساسيّ لانعدام المساواة الاجتماعيّة في استطلاعات دائرة الإحصاء المركزيّة في إسرائيل-مؤشّر الهامشيّة. يمكن رؤية ذلك كاختراق لتبصّرات نقديّة لمركز المعايير العموميّة الرسميّة، لكن نچار-رون تدّعي أنّ هذا الاختراق يفرّغ المصطلح من المضمون النقديّ ويكشف التحيّز المحافظ الكامن به. تتّبع جذور مؤشّر الهامشيّة، وتفحص منطلقاته وتُظهر كيف يتمّ تعريف مناطق الأطراف أو المناطق الهامشيّة به بشكل جغرافيّ فقط، بحسب بعد البلدات عن المركز. يضع هذا التعريف مصطلحًا سطحيًا وموحِّدًا للأطراف: مصطلح يكون فقط نسبة لمركز واحد ووحيد، مصطلح لا ينجح بالتمييز بين بلدات ذات طابع مختلف وفئات سكانيّة مختلفة، يتجاهل التاريخ الذي أدّى إلى هذه الجغرافيا، والمسارات المختلفة فيها، بحيث يبقى معنى البعد عن المركز – لمدن التطوير، الكيبوتسات أو المزارع الفرديّة، في الخمسينات أو في أيامنا، هو ذاته. بشكل خاص، تدّعي نچار-رون أنّ المؤشر يمحو الفرق الإثنيّ داخل المجتمع اليهوديّ، ويتحوّل بذلك إلى أداة إيدلوجيّة لإنكار انعدام المساواة بين الإشكناز والشرقيّين.