كلمة رئيس المعهد – البروفيسور شاي لافي
التفكير يخلق التغيير، وتصوغ الأفكار الحديثة عالمنا بما لا يقلّ عمّا تفعل القوى السياسيّة والاقتصاديّة. في إسرائيل، كما في سائر العالم، ثمّة اليوم تحدّيات جديدة وجديّة أمام الديمقراطيّة، والعدالة الاجتماعيّة، والاستقرار الإقليميّ، والاستدامة البيئيّة. الأفكار الجديدة قد تساعد في تعزيز فهمنا لهذه الصعوبات، وفي عرض طرائق جديدة لصياغة مستقبلنا. مجالات البحث الحاليّة في ڤان لير تلامس جملة من المواضيع: العلمانيّة والديمقراطيّة في عصر ما بعد علمانيّ؛ إمكانية تحقيق العدالة الاجتماعيّة في إطار القيود الاقتصاديّة العالميّة؛ أخلاقيّات تغيير الـمُناخ والتحرير الجينيّ (gene editing)؛ ومكانة إسرائيل في الشرق الأوسط الذي يتميّز بتحوّلاته المتسارعة.
ينفّذ جزء لا يتجزأ من الأبحاث في معهد فان لير في أكاديميّة بولونسكي للدّراسات المتقدّمة في العلوم الإنسانيّة والعلوم الاجتماعيّة، ويشكل زملاء بولونسكي مجتمع أبحاث دوليّ نشط، يضمّ نحو 25 باحثا وباحثة متفوّقين في العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة. تتوفّر لدى هؤلاء حرّية تامّة لإجراء أبحاثهم على نحو مستقل، أو بالتّعاون مع مشاريع متواصلة في معهد فان لير في القدس.
إلى جانب تطوير أفكار جديدة، نبحث دون انقطاع عن سبل مبتكرة لعرض أفكارنا للجمهور الواسع. خلال السنة الفائتة قمنا بتدشين ثلاث منصّات جديدة ومشوّقة لإشراك الجمهور: مجلّة هَزْمان هَزيه ("هذا الزمن") بالتعاون مع صحيفة "هآرتس"، والتي تُعنى بإتاحة البحث الأكاديميّ واستبصاراته لجمهور واسع من القرّاء؛ الدفيئة الفكريّة الجديدة لصنّاع السينما الوثائقيّة تمكّن مبدعين شبّان وشابات منهم وأصحاب باع طويل من تطوير وصقل المشروع الذي ينكبّون عليه، والارتقاء به نحو مصافّ جديدة؛ وبرنامج "مَساعوت داعَتْ" ("دروب المعرفة") الذي يرعى جيلًا جديدًا من مفكرا ومفكّرين شابات وشبّان متحمّسين من جميع شرائح المجتمع في اسرائيل.
في عصر الشّعْبويّة السياسيّة، يشكّل النقاش الفكريّ الجماهيريّ العامّ الذي يرتكز على استبصارات من علم الإنسانيّات وعلم الاجتماع، يشكّل شرطًا ضروريًّا للديمقراطيّة المستدامة وازدهارها. نحن في معهد ڤان لير ملتزمون بالنهوض بهذا النقاش وتعميمه.
كلمة رئيسة مجلس الأمناء – السيدة فييْ تفيرسكي
إنّه لمن دواعي سروري أن أتبّوأ وظيفتي الجديدة، كرئيسة مجلس أمناء معهد فان لير في القدس. منذ تأسيسه في العام 1959، يشغل المعهد دورًا خاصًا في المجتمع الإسرائيليّ، فهو يدعم الأبحاث الأكاديمية الطلائعية، ويستضيف نقاشات تتجاوز حدود الخطاب السائد. العالم يتغير بسرعة من أمامنا، ويقف المعهد أمام هذه التحدّيات الجديدة بصلابة واعتزاز. يسهم المعهد بقيادة شاي لافي مساهمة ضخمة ومهمة في خلق مجتمع إسرائيلي حيويّ وتعدّدي، وأكثر من ذلك بكثير، فهو يدعم الباحثين الشبّان من جميع الخلفيات-علمانيّين، ومتديّنين، وفلسطينيين، وأوروبيين، ويدعم البحث الذي يمعِن في سبر أغوار العالم ما بعد النيو-ليبرالي، وتساعد أفكاره في شقّ طرق جديدة نحو السلام، وغير ذلك الكثير.
أجريت محاضرتي الأولى في معهد فان لير في العام 2008، حيث ترأست حينها لجنة استشاريّة قامت بفحص طرق تعامل القطاع الثالث مع نتائج القياس والتقييم. في ذلك الحين أثارت إعجابي المجموعة البشريّة المتنوعة التي التأمت لإدارة المحادثة، فطرحَت أسئلة ومخاوف وأفكارًا مثيرة للغاية. منذ ذلك الحين تبيّن لي أنّ هذا الأمر يشكّل جزءا من DNA المعهد، فهذا المكان معدّ للانفتاح الفكريّ، ودراسة الواقع، وردم الفجوات والأفكار. في العالم الذي ما انفكّ التنافر والتباعد يتفشّى فيه، علينا أن نتعامل مع هذا المكان-ومع أماكن أخرى مماثلة-بنوع من القدسية.
تعتريني حالة من الإلهام حيال الفرصة السانحة للتعامل مع التحدّيات الماثلة أمامنا، والعمل مع الأشخاص الرائعين في مجلس أمناء المعهد من أجل إجراء عملية مسح للتحديات المستقبلية الماثلة أمامنا.