محاضرة  |

أساف ساغيف

هل ثمّة معسكر محافظ في السياسة الإسرائيلية؟ على عكس الانطباع السائد، فهذا السؤال ليس عديم الأهمية، والإجابة عليه لا تتلخص بـ"نعم" مدوّية. التصنيف السائد لقطاعات واسعة في اليمين الإسرائيلي كـ"محافظة" يرتكز على استملاك هذا التصنيف من قبل دوائر أورثوذوكسية وأخرى راديكالية من النوع القومجي- الشعبوي، وعلى ربط شبه فوري بين النزعة المحافظة وتوجهات رجعية متطرفة. لكن -وكما سيتبين لنا- يميل مناصرو النزعة المحافظة في اليمين وهُجاتها من اليسار إلى تبني صورة منقوصة ومشوهة لهذا الشكل السياسي، تحت تأثير موديل تقليد أمريكي جديد نسبيا وإشكالي، ويتجاهلون الأسس التشكيكية والبراغماتية التي صبّها فيها (أي في النزعة المحافظة) محافظون أوروبيون وبريطانيون.

هذه الأسس ستقع في صلب المحاضرة التي سأسعى فيها إلى استخلاص ملامح عامّة للتصوّر المحافظ من سياقات تاريخية وثقافيّة مختلفة، والتوضيح بأيّ مفاهيم جوهريّة يختلف هذا التصور عن الإيديولوجيات العقائدية التي تتحدث اليوم باسمه، وتقصي أثر عدد من تجسداته في الخطاب الديني اليهودي (الهلاخاه)، الفكر السياسي اليهودي. سنسعى في نهاية المطاف لأن نُظهر كيف يمكن للمجتمع الإسرائيليّ الديمقراطي المركّب ومتعدّد الثقافات أن يجد في السياسات المحافظة بلسما شافيا لأمراض التعصب والتشظي الذي يعاني منه، بدل الوصفات الليبرالية الخلافية.

 

 

المشاركون

أساف ساغيف، المركز الأكاديمي شالوم، ومعهد فان لير في القدس

يدير الندوة:

بيني إيفرغان، جامعة بار إيلان، ومركز شبينوزا في معهد فان لير في القدس.