آن أوان ما بعد الرأسمالية
يوم الاربعاء | 21.04.21
حتى يوم الخميس | 22.04.21
مؤتمر عبر منصات الزوم، ومحاضرة ضيف: يانيس فاروفاكيس، وزير مالية اليونان السابق |
يمر النظام الرأسمالي منذ أزمة سنة 2008 المالية في أزمة مستمرة آخذة في التصاعد منذ انتشار جائحة كورونا. يعتبر الخطر البيئي هو التهديد الأكبر على النظام القائم، إلى جانب مخاطر عديدة أخرى، اجتماعية واقتصادية وسياسية. من بين جملة الأمور، نشهد أزمات اقتصادية متكرّرة، وانفصال الاقتصاد المالي عن اقتصاد الإنتاج، وتعزيز الأجسام الاحتكارية، وغياب شديد للمساواة، وسوق عمل لا يساعد على الخروج من دائرة الفقر، وصعود أنظمة استبدادية وغيرها. فقد تحوّلت الرأسمالية إلى فيروس يهدّد الحياة، حياتنا نحن الحاملين له. صحيح أن الموقف النيوليبرالي لا يزال سائدًا بين خبراء الاقتصاد والسياسيّين، لكننا نشهد إلى جانب ذلك، أنه في أماكن عديدة من العالم يتعزّز الطرح القائل إن المخرج الوحيد من الأزمة يكمن في تشكيل بدائل جوهرية وإبداعية للرأسمالية. لقد آن أوان ما بعد الرأسمالية.
يعمل معهد فان لير في القدس على تطوير موقف ما بعد رأسمالي يسعى إلى التفكير بمشروع سياسي واقتصادي وثقافي بديل وتصوّره والعمل على إخراجه إلى حيّز التنفيذ. يقوم هذا الموقف على أساس نقدي لجوهر النظام القائم المستند إلى تطويع كافة مناحي الحياة لجني الأرباح، ولكنه يهدف إلى بلورة بدائل بنيوية جريئة تتعالى عن النماذج القائمة في دولة رفاه تدافع عن نفسها. يقف في صلب هذا المشروع تساؤل واحد: كيف يجب تنظيم الحياة، بما في ذلك الوقت، والعمل، والتشكيلات السياسية، والنظرة إلى الآخر والعلاقة مع الطبيعة، بغية تشكيل مجتمع يتأسّس على الغايات الإنسانية وعلى رأسها الحرية والمساواة.